تحيمل لعبة BATMAN Arkham Origins

فارس الظلام و المحارب في صف العدالة الرجل الوطواط باتمان يعود لنا من جديد، يعود لنا من جديد بعد غياب سنتين في لعبة جديدة، لن تروي لنا أحداث جديدة من قصة هذه الشخصية المحبوبة، و إنما ستسلط الضوء على فترة زمنية لم يكن يعرف فيها كالبطل المحبوب لدى الشعب و لا عند الشرطة، و إنما كانوا ينظرون له كشخص لا يحترم القانون و يحاول إيقاف الجرائم على هواه من دون أي سلطة، و كان شخصاً مكروها لدى الشرطة.

قبل الحديث عن اللعبة نفسها، علي الذكر بأن الفريق الذي طور لنا كل من Arkham Asylum و Arkham City و هم إستديوهات Rocksteady، لم يطورا هذه اللعبة على الإطلاق و إنما قامت ناشر اللعبة Warner Bros بإعطاء المهمة لفريقهم في Warner Bros. Games Montréal، و كان تسلمهم للعنوان لهذا الفريق الناشيء كان بمثابة صدمة في الحقيقة من المعجبين في السلسلة، و أثار تخوفاً كبيراً بأن مستوى اللعبة الكلي لن يظهر بالشكل المطلوب، و مع الأسف صدقوا في ذلك.

القصة في اللعبة تبدأ تبدأ قبل خمسة أعوام من أحداث Arkham Asylum، و تحديداً في فترة الكرسميس عند محاولة من بطلنا باتمان القبض على المجرم الخطير Black Mask، لكنه يفشل و يكشتف لاحقاً بأن Black Mask كان يخطط للقضاء عليه لكي لا يوقف عملياته الإجرامية، و ذلك من خلال وضع جائزة على رأسة مقدارها 50 مليون دولار، و تقدم لهذه الجائزة ثمانية من أشهر القتلة المأجورين في العالم، الذي يحاول كل منهم قتل باتمان قبل الأخر، و على باتمان مجابتهم كلهم و وضعهم خلف قضبان العدالة، الباقي أتركه لكم لكي تكتشفوه بأنفسكم.

بما أن اللعبة تجري في عالم مفتوح أكبر من الجزء الماضي، فكان بكل تأكيد على الإستديو أن يضيف قصص جانبية لكي لا يصاب اللاعبين بالملل أو من مجال التغيير، و بالفعل رأينا في اللعبة إضافة مجموعة من القصص الجانبية مثل ظهور الشخصية الأولية لـRiddler و الذي عرف بـEnigma، و ظهوره هنا لم يختلف أبداً عن ظهورة في الأجزاء الماضية حيث أنك ستقابل مجموعة من ألغازة المنشرة في عالم اللعبة و عليك أن تحلها للحصول على جائزة سرية داخل اللعبة، و غيرها بالطبع من قصص أخرى.

بالطبع من أهم العوامل التي إعتدناها في ألعاب باتمان بشكل عام هو عامل القصة الممتع و المليء بالأحداث حماسية في قالب سينمائي رائع. القصة هنا قدمت بشكل جيد و كما ذكرت سلطت على بداية باتمان كفارس الظلام المعروف، لكن مع الأسف كان ينقص القصة الكثير من الإبداع، و كنت تستطيع توقع الأحداث التي ستجري في اللعبة بشكل واضح جداً، لأن اللعبة نفسها لا تحتوي على أي تويستات تذكر.

لنتحدث عن نطام اللعب في Arkham Origins، في الحقيقة عندما حصلت لي فرصة تجربة اللعبة في معرض E3 الماضي لم أجد أي إختلاف في اللعبة عن جزئها السابق في أي عامل من العوامل، فكان نظام القتال نفسه تماماً الأدوات التي بحوزتك كانت تتشابه مع الجزء السابق أيضاً، و إعتقدت بأنه ربما أن نسخة الديمو لم يضاف إليها أي جديد و ان النسخة النهائية تختلف عن هذه النسخة، لكني أستغرب بأن اللعبة الكاملة نفسها لم تختلف أبداً عن Arkham City، في أي شيء!

أنا لا أنكر أن نظام اللعب فيها ممتع فمثلاً نظام القتال حماسي و سريع، و نظام التخفي في اللعبة و طريقة هزيمة الأعداء بخفية و حذر شيء ممتع، لكن لا تحتوي على أي جديد، بل تشعر بأن النظام نفسه كان مجرد عملية نسخ و لزق من الأجزاء السابقة، مع إضافة بسيطة جداً من أنميشن الحركات. و نظام التحقيق في اللعبة كان من المفترض أن يظهر بشكل أفضل بكثير من ما هو هنا، وكان من المفترض أن يتحدى عقلي لكي و أن يظهر عامل المحقق لدي، لكنه كان سهل جداً هنا، و قدم كطريقة لسرد القصة وليس كتحدي.

الإضافة الحقيقة في هذه اللعبة كان في نظام اللعب الجماعي الأول في السلسلة، الذي عندما تقرأه في الورق تجد أنه فكرة رائعة جداً، لكن التطبيق مع الأسف كان سيء جداً. فكرة الطور عبارة عن عصابتين مكونه من مجموعة لاعبين عليهم القتال فيما بينهم في نظام تصويب من منظور الشخص الثالث، مع إضافة عنصر ثالث في الخلطة وهي وجود باتمان و روبين الذين يحاولون القبض عليهم جميعهم، الفكرة رائعة صحيح؟

إليكم ما حصل في الحقيقة، أولاً أنميشن الشخصيات سيء، التصويب في اللعبة سيء جداً، الأبطال باتمان و روبن شخصيات ضعيفة و تموت بسرعة شديدة (على عكس الواقع)، أوقات التحميل أو الريسبون في الخريطة طويلة بينما فرصة موتك في المرحلة سريعة جداً، و غيرها بالطبع من أمور تقنية تحتاج إلى تعديل سريع من الإستديو.

كما أن اللعبة تحتوي على قلتشات بشكل مريع، أنا أتكلم من تجربة شخصية أولاً الصوت إختفى من اللعبة مما جعلني أضطر لتشغيلها من جديد، كما أن هناك أحد فتحات التهوية لم تشأ أن أفتحها مع أنه من الضروري أن أدخل منها مما دفعني لإعادة تشغيلها من جديد، كل هذا قل تذكر بأنه عادي، ماذا يحصل عندما تختفي مهمة رئيسية من عندك و تحفظ اللعبة نفسها و لا تستطيع إكمال اللعبة، و يجب عليك أن تعييد اللعبة من البداية؟ ماذا ستفعل؟ ناهيك بالطبع عن مشاكل التخزين في اللعبة الذي يعاني منها الكثير من اللاعبين الأن.

موسيقى اللعبة تدخلك في جو سينمائي رائع و مناسب لكل الأحداث، و الرسوم في اللعبة كانت جيدة، لكن الذي إستغربت منه بأن رسوم اللعبة نفسها كانت أفضل بمراحل من العروض السينمائية في اللعبة بشكل غريب جداً، كما أن الـLip sync في اللعبة لبعض الشخصيات مثل Alfred كان سيء.

أصوات الشخصيات بالطبع نقطة تحسب للمثلين فلدينا مثلاً ممثل صوت باتمان الجديد Roger Craig Smith قدم أداء جيد للشخصية، و ممثل صوت الجوكر الجديد Troy Baker قدم أداء مذهل للشخصية و لا تشعر بأن الصوت إختلف أبداً عن السابق، بل وضع لمسته الخاصة فيها ليملك الدور.

اللعبة بشكل عام جيدة لكنها إفتقرت إلى التجديد، و إن كنت محبي السلسلة فلا تفوت عليك تجربة اللعبة عليك، لأنها في النهاية ممتعة لكن في ميزان تقييم الألعاب مع الأسف لم تصل لمستوى الأجزاء السابقة.